Linz-arab.com

الصفحه الرئسيه اضغط هنا

مصر: حكاية جمهورية زفتى التي عاشت عشرة أيام قبل قرن

جمهورية من المقهى

عندما ألقي القبض على سعد زغلول ورفاقه في 8 مارس/آذار عام 1919 ونفيهم لاحقا إندلعت الاحتجاجات في مختلف أنحاء مصر.

وأخذت الاحتجاجات بمدينة زفتى منحى مختلفا حيث أعلن يوسف الجندي، الطالب بكلية الحقوق والذي تزعم مجموعة من الشباب الذين كانوا مزيجا من الطلبة والعمال والفلاحين، الانفصال عن مصر وإقامة جمهورية زفتى في 18 مارس/آذار من مقهى مستوكلي، وكان صاحبه يونانيا، بميدان بورصة القطن في المدينة.

وصار ذلك المقهى مقر قيادة الجمهورية الوليدة. وقام الجندي، الذي تولى الرئاسة، ورفاقه بتشكيل لجنة ثورية (المجلس البلدي الحاكم) والتي قررت الاستيلاء على مركز الشرطة في المدينة فزحفت الجموع، مسلحة بالبنادق القديمة والعصي والفؤوس، نحو المركز فقام مأمور المركز الضابط اسماعيل حمد، والذي كان متعاطفا مع الثورة، بتسليم المركز للثوار.

واستولت جموع الثوار في المدينة على محطة السكك الحديدية، وعربات السكة الحديد التي كانت مشحونة بالقمح، ومبنى التلغراف.

وأصدرت الثورة صحيفة "جمهورية زفتى" من مطبعة محلية كان صاحبها شاب يدعى محمد أفندي عجيبة.

وتم تشكيل لجنة للأمن ضمت القادرين على حمل السلاح بقيادة الضابط حمد، وكان الجميع قد استجابوا لدعوة حمل السلح ووصل الأمر الى درجة توسل رجل يدعى سبع الليل، من الخارجين عن القانون وكان يتزعم عصابة مسلحة تروع البلدة والقرى المجاورة،كي يسمحوا له بالانضمام لهم.

وعندما علم الإنجليز بما حدث أرسلوا قوة للاستيلاء على البلدة عن طريق كوبرى ميت غمر، لكن تصدى لها الأهالي فارتدت القوة على أعقابها. وعندما علم أهالي زفتى بأن هناك قطارا قادما إلى البلدة محمل بمئات الجنود والعتاد العسكرى قام سبع الليل ورجاله بقطع قضبان السكة الحديد.

ووصلت أنباء ما حدث في زفتى للقاهرة بل وعبرت البحار إلى لندن لدرجة تحدثت الصحف البريطانية عن استقلال زفتى التي رفعت علما جديدا.

وعلى أثر ذلك أعلن في القاهرة عن تسيير فرقة أسترالية لإخضاع البلدة المتمردة فسارع أهلها إلى حفر خندق حولها، ولكن القوة الأسترالية حاصرتها حتى استسلمت في 29 مارس/آذار بعد "انفصالها" لنحو 10 أيام.