التطبيع: النفط الإماراتي إلى
الأسواق الأوروبية عبر إسرائيل
وليس قناة السويس
لم
يكد يجف حبر التوقيع على
اتفاق تطبيع العلاقات بين
دولة الإمارات العربية
المتحدة واسرائيل حتى وقع
البلدان على إتفاقية هامة في
مجال نقل وتسويق النفط.
فقد
وقع البلدان قبل أيام قليلة
اتفاقا مبدئيا يتعلق بشحن
النفط الخام والمنتجات
النفطية القادمة من دولة
الإمارات، ثالث أكبر منتج
للنفط في أوبك، إلى الأسواق
الأوروبية عبر خط أنابيب
للنفط في إسرائيل يربط بين
البحرين الأحمر والأبيض
المتوسط، وليس عبر قناة
السويس أو خط أنابيب سوميد
المصري.
مرحلة الشاه
وقعت
شركة خطوط الأنابيب الأوروبية
الآسيوية (EAPC) الحكومية
الإسرائيلية وشركة MED-RED
Land Bridge Ltd ومقرها
الإمارات العربية المتحدة
مذكرة تفاهم للتعاون في مجال
نقل النفط الخام والمنتجات
النفطية من الخليج إلى
الأسواق الغربية عبر خط
أنابيب لنقل النفط بين مدينة
إيلات على البحر الأحمر
وميناء عسقلان على البحر
المتوسط.
وكان
خط الأنابيب الذي بني في
الستينيات من القرن الماضي
يهدف إلى نقل النفط الخام من
الدول المنتجة للنفط في
الخليج إلى الأسواق
الأوروبية.
وقامت
إسرائيل ببناء الخط بالاشتراك مع
إيران خلال عهد الشاه عام 1968
لكن الثورة الإسلامية في إيران
عام 1979 مثلت نهاية الشراكة
وأصبح البلدان في حالة عداء
مستحكم وقامت اسرائيل لاحقاً
بتأميم الخط.
وفي
عام 2016 أمرت محكمة سويسرية
إسرائيل بدفع 1.1 مليار دولار
أمريكي إلى إيران بالإضافة
إلى الفوائد المترتبة على
المبلغ لكن إسرائيل ترفض دفع
المبلغ متذرعة بقانون
اسرائيلي يمنع "المتاجرة مع
العدو".
وحسب
موقع بلومبيرغ الإخباري يعامل
الجيش والمسؤولون
الإسرائيليون المعلومات
المتعلقة بما يتم نقله عبر خط
الأنابيب على أنها سرية
للغاية.
مشاركة أمريكية
وتم
التوقيع على الاتفاقية بحضور
وزير الخزانة الأمريكي ستيفن
منوشين في أبو ظبي.
وقالت
شركة خطوط الأنابيب الأوروبية
الآسيوية في بيان نقلته
رويترز " أنها تجري مفاوضات
متقدمة مع لاعبين رئيسيين في
الغرب والشرق لابرام اتفاقيات
خدمة طويلة الأجل معهم".
وقال
رئيس الشركة ايريز كالفون إن
الاتفاقية "ستزيد من حجم
تعامل الشركة مع اللاعبين
الإقليميين والدوليين وهي بلا
شك تعتبر في غاية الاهمية من
الناحيتين الاقتصادية
والاستراتيجية لإسرائيل لأن
الاتفاقية تتضمن استثمارات
مشتركة على المدى الطويل".
وقال
مصدر مطلع على الصفقة لرويترز
إنه إذا تحولت الصفقة الأولية
إلى اتفاق نهائي، فقد تصل
قيمتها إلى 800 مليون دولار
على مدى عدة سنوات. وقال
المصدر إن إمدادات الخام قد
تبدأ بالتدفق اعتباراً من
بداية العام المقبل.
كلا الاتجاهين
ولا
تقتصر الاتفاقية على نقل
النفط الاماراتي والمشتقات
النفطية القادمة من الامارات
الى الأسواق الاوروبية
والغربية بل ايضا تشمل
إمكانية نقل نفط دول أخرى إلى
القارة الأوروبية.
كما
تشمل الاتفاقية إمكانية نقل
النفط القادم من دول حوض
البحر الاسود والمتوسط باتجاه
الاسواق الآسيوية ما يختصر
الوقت والنفقات والتعقيدات
الناجمة عن مرور شحنات النفط
عبر قناة السويس.
ونقلت
صحيفة هاآريتس الاسرائيلية عن
مسؤول في الشركة قوله إن
المفاوضات بين الشركة وشركاء
في الشرق والشرق قد بلغت
مرحلة متقدمة لإبرام اتفاقيات
طويلة الاجل معهم.
وتبلغ
طاقة خط الأنابيب الذي يبلغ
طوله 254 كيلو مترا نحو 600
ألف برميل يوميا وهو عبارة عن
خطين واحد قطره نحو متر ومخصص
لنقل النفط الخام وآخر بقطر
36 بوصة مخصص لنقل المشتقات
النفطية.
أما
خزانات النفط الواقعة في
ميناء عسقلان على البحر
المتوسط فتبلغ طاقتها نحو 23
مليون برميل
تجاوز قناة السويس
ومعظم
النفط القادم من دول الخليج
نحو الأسواق الأوروبية يمر
إما عبر قناة السويس أو عبر
خط الانابيب المصري سوميد
الذي تبلغ طاقته نحو مليونين
ونصف المليون برميل يومياً.
يذكر
أن ناقلات النفط العملاقة لا
تستطيع المرور عبر قناة
السويس بالتالي إما تفرغ كل
حمولاتها في مرفأ عين السخنة
النفطي على البحر الاحمر
ليجري ضخه عبر انبوب سوميد
إلى مرفأ الاسكندرية على
البحر المتوسط ويعاد تحميله
في ناقلات النفط لينقل الى
الأسواق الأوروبية. أما
الخيار الأخر فهو تفريغ جزء
من الحمولة في عين السخنة
بحيث تستطيع الناقلة المرور
عبر قناة السويس.
ورغم
أن دول الخليج ومن بينها
الامارات تملك نصف أسهم خط
أنابيب سوميد البالغ طوله 320
كيلو متراً ويعمل حالياً بربع
طاقته بسبب تراجع الطلب على
النفط، إلا أن إبرام الامارات
هذا الاتفاق مع اسرائيل قد
يلحق الضرر بمصالح مصر
الاقتصادية وستتأثر عائدات
قناة السويس سلباً عندما يبدأ
النفط الإماراتي وغيره
بالتدفق عبر الأنبوب
الاسرائيلي نحو الأسواق
الأوروبية فهل هذا يفسر عدم
حماس القاهرة للغزل المتسارع
بين الإمارات وإسرائيل؟.
|