Linz-arab.com

الصفحه الرئسيه اضغط هنا

السبت الموافق 12 / 11 / 2011

مدينة جراتس ـــ النمسا

في البداية يُسعدنا ويشرفنا كفريق عمل شبكة لينز ـ عرب أن يكون معنا

الدكتور / كامل جابر محمود

ضيف كريم عزيزعلينا ، تفضل علينا ببعض وقتة الثمين لإجراء هذا الحوار معنا ،

فلك سيدي الفاضل كل الشكر والإحترام لشخصكم النبيل ، وأهلا ومرحبا بحضرتك معنا ومع قراء لينز ـ عرب

وكالمعتاد في بداية اللقاء يكون أول الأسئلة

من أنت سيدي الفاضل ؟

كامل جابر محمود السيد ، مولود في قرية من قري الصعيد محافظة أسيوط

من طبقة أقل من المتوسطة والدي كان رجل فلاح بسيط أحواله مثل أحوال أهل القرية في ذلك الوقت .

ممكن تعطينا نبذة صغيرة عن مرحلة التعليم الأولي في حياتك ؟

كانت المدرسة الإبتدائية في ذلك الوقت بعيدة عن القرية بحوالي 3 كيلو متر ، وكان جسمي صغير فلم أذهب الي المدرسة في سنة أولي إبتدائي وعليك أن تتخيل طفل يمشي إلي المدرسة 6 كيلومتر ذهابا وإيابا  في سنة تانية إبتدائي ,ذهبت إلي المدرسة فكان في إعتراض من المُدرسة والناظر دخولى سنة تانية ولم أحضر سنة أولي ، وفي النهاية توصلو إلي حل ودي وهو عمل إختبار لي ، كنت في ذلك الوقت لم أتعلم القراءة ولا الكتابة ولكن سألوني في بعض الأرقام والحسابات ونجحت فيها ودخلت سنة تانية إبتدائي . وكان ذلك في الستينات وكانت مدرسة متميزة وكانت من مدارس الوحدة المجمعة التي كانت تُنشأ في القُري ، وأتذكر في سنة سته إبتدائي كنت في أوائل الطلبة وأخذنا المركز الثاني علي محافظة أسيوط

وماذا عن المرحلة الإعدادية والثانوية وأهم الذكريات فيها ؟

المدرسة الإعدادية والثانوية كانت معا ، وكانت في بلد في المركز وكانت تبعد من 6 إلي 8 كيلو ، وكانت المواصلات لا يعتمد عليها ، ولذلك كنا نذهب هذة المسافة علي الأقدام في البرد والحر ، ومن أجمل الذكريات أني كنت علي علاقة متميزة بأصدقائي في الدراسة ومازلت علي علاقة قوية ببعضهم ، وكنا نلعب الكورة الشراب في طريقنا إلي المدرسة فهي ذكري جميلة بالنسبة لي .

كيف دخلت كلية الهندسة ؟

أنا حصلت علي مجموع 81 % في الثانوية العامة وكان ممكن أدخل كلية طب أسيوط لكني كنت راغب في دراسة الهندسة وخصوصا قسم الميكانيكا ، (كنت عايز أعرف الحاجات دي بتشتغل إزاي وبتتحرك إزاي وخصوصا السيارات )

ماذا تمثل لك فترة الجامعة ؟

أنا دخلت الجامعة سنة 1972 / 1973 وكان في الوقت ده السيطرة في الجامعة للشيوعيين حتي فاكر بعض هتافتهم وكانو بيقولو ( أنور بيه يأنور بيه كيلو اللحمة بقي بجنية ) وفاكر كمان كان معنا واحد من زعماء الشيوعيين وربنا كرمة وتحول تماما للعكس وبقي من قيادات الجماعة الإسلامية ، وبعدين أُطلق سراح الإسلاميين وخاصة الإخوان المسلمين وبدأ النشاط الديني في ذلك الوقت ، وأنا في الحقيقة ما كنش لي علاقة بالشيوعيين

فترة الجامعة كانت من أجمل فترات عمري ، كان لنا نشاطات كثيرة

دخلت المدينة الجامعية في ذلك الوقت وعلي ما أتذكر كان مبني ( د ) وكان هذا المبني مشهور بالمشاغبين

هل الدكتور كامل كان مشاغب ؟

لا أبدا بس ماكنتش بسكت علي الظلم حتي بعد ما إشتغلت وتعينت بالجامعة كان أي حد محتاج مساعدتي كنت بقف بجانبه بغض النظر عن الوضع والتكلفة وخلافه

ما هي أهم ذكرياتك عن المدينة الجامعية مبني ( د ) أو مبني المشاغبين ؟

أتذكر جيدا أننا قسمنا فرخة واحده علي 12 فرد ، كان في وجبات غذائية في المدينة الجامعية ، ( وكان لكل واحد ربع فرخة في ذلك اليوم وكنا أربع أفراد في الغرفة ، فأخذنا فرخة كاملة وطبخنا معها ملوخية فكان كل واحد يشم الرائحة يحضر إلي الغرفة عندنا ونعزم علية بالأكل إلي أن وصلنا 12 واحد ) ، وكذلك في هذا المبني تكون لي صداقات عدة مع شخصيات أصبحو الأن في مراكز مرموقة علي سبيل المثال كان معنا الدكتور / ناجح إبراهيم في هذا المبني وكان صديق لي وقابلته في إحدي الأجازات صدفة في الإسكندرية

متي بدأت علاقتك بالإخوان المسلمين ؟

في المدينة الجامعية كنا بنشارك في كل الأنشطة الدينية وكان ذلك في بداية الجامعة في إعدادي سنة 72 / 73

وليه الأخوان المسلمين مش أي جماعة تانية ؟

كانت الجماعة الأكثر نشاطا في مجال الدعوة في الجامعة والأكثر تنظيما وكذلك الوسطية في الفكر الإسلامي وليس التشدد

ما هي الشهادات التي حصلت عليها ؟

أنا حصلت علي بكالريوس الهندسة سنة 1977 بتقدير جيد جدا ، وصدر لي أمر تكليف من الجامعة بتعيني معيد في نفس الجامعة ( أمر التكليف لا يصدر إلا للمتفوقين في كل سنوات التعليم في الكلية ) ، وبعدين حصلت علي الماجستير من كلية الهندسة جامعة أسيوط ، وللعلم الماجستير في الهندسة ليس له تقدير وكان المهم الكورسات اللي بعد كده وكلها حصلت عليها بإمتياز ، وفي هذة الفترة كانت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ، ولذلك بعثت أمريكا منح السلام لمصر ، وكانت للطالب الذي يحصل علي قبول في إحدي الجامعات الأمريكية ويستوفي شروط اللغة يعطي له منحة ، وأنا تقدمت وراسلت عدة جامعات وبالفعل حصلت علي إحدي منح السلام بأمريكا ، وكان ذلك من أخر 1983 إلي1987 وحصلت فيها علي الدكتوراة

ماهو رأيك  في الرئيس الراحل عبد الناصر ؟

جمال عبد الناصر أنا حبيته بقلبي ولكن كرهته بعدين بعقلي

ممكن توضح لنا معني هذة الجملة ؟

جمال عبد الناصر كان رمز وبطل للمقاومة والوطنية وغرس ذلك الإعلام في قلوبنا ، أنا كنت في الإعدادي في ذلك الوقت وكنت من الذين مشو في جنازة جمال عبد الناصر وبكيت أيضا ، ولكن بعد فترة حينما أدركت المأساه الذي تسبب فيها عبد الناصر أو العسكر ، كانت هموم ثقيلة ولازلنا نعاني منها رغم إسترداد مصر أراضيها ولكن لازال جزء غير كامل السيادة ( منقوص السيادة )

إيه رأي حضرتك في الراحل أنور السادات ؟

( أنور السادات ده لا حبيتة بقلبي ولا بعقلي )

لماذا ؟

قد تكون الظروف التي تولي فيها أنور السادات ظروف صعبة علي البلد ، ولكن كانت مواقفة غير وطنية

ممكن تذكر لنا أمثلة علي المواقف الغير وطنية ؟

الأمثلة كثيرة والمواقف كثيرة تبدأ من حرب 1973 والمكاسب المحدودة اللي عايز يحققها ، وإختلافة مع قيادات الجيش مثل موقفة من سعد الدين الشاذلي وموقفة من الثغرة ، وتصفية القيادات ، وموقفة من معاهدة السلام

السادات قام بنصر أكتوبر لم يشفع له هذا ؟

السادات أخذ القرار تحت الضغط الشعبي أنا أتذكر ( عام 1971 زي ما قالو عام الحسم جلسنا أنا وأصحابي يوم 31 ديسمبر 1971 إلي منتصف الليل ننتظر الحرب ) ، حرب أكتوبر دفع الشعب المصري كلة ثمنها وكتير مش قليل ، الشعب المصري كان عندة إستعداد يدخل الحرب دي بأي ثمن لأنها كانت حرب كرامة لأن كرامة الشعب المصري أهينت سنة 1967

وماذا عن معاهدة كامب ديفيد وإتفاقية السلام ؟

أنا ضد إتفاقية السلام علي الأقل بالطريقة المُهينة اللي تمت بها ، ممكن تكون حققت السلام لمصر ولكن لم تُحمي مصر من المخدرات والدمار الإجتماعي

ما هو رأيك في الرئيس المخلوع حسني مبارك ؟

( هو خيار من خيار )

كان إستمرار لمنظومة الفساد وإستمرار لسياسة نزع الولاء

وصلنا للقاع في عصره

لماذا تركت مصر وأنت أستاذ الجامعة متفوق وفي سن صغير؟

ولم أدرك مدي تأثير هذا السؤال إلا حينما غلب البكاء على الدكتور / كامل ورأيت دموعه وتركنا في الغرفة وذهب إلي الخارج مسرعا ، ثم حضر بعد دقائق وقال

والله إنك أحب أرض لى ولو لا إني أُخرجت منك ما خرجت "

أنا في الحقيقة لم أنوي أن أترك بلدي ، وأتذكر وأنا في أمريكا بحثت عن عمل ووجد ت مكان جيد جدا للعمل الذي يناسبني والذي أعتبره هواية وليس عمل لدرجة أني ممكن أن أعمل وأنا في منزلي ، وعرض علي عمل أخر ، وكان في مجال الطيران ، وكان عبارة أبحاث عن مقاومة الهواء لأجنحة الطيارة وحساب القوي المؤثرة علي جناح الطيارة أثناء الهبوط والصعود ، في هذا الوقت كانت الاقامه بها مشاكل لأنني مبعوث وعرضت الشركة علي تذليل كل المصاعب وإعفائي من إلتزامات المبعوث ولكني في النهاية قررت العودة إلي مصر ، وعدت كأستاذ في كلية الهندسة جامعة أسيوط

وما الذي حدث لكي تترك مصر مرة أخري ؟

واجهت مشاكل سياسية ، وأتذكر مرة كنت داخل الجامعة وفي هذا اليوم كان يوجد إضراب بالجامعة ، وكان الأمن يفتعل المشاكل أيام الإمتحانات ليتم القبض علي مجموعة من الشباب الذي لهم إنتماء إسلامي وبذلك تُهدر سنه من عمرهم وكان أخي واحد من هذا الشباب ، وأنا داخل الجامعة كان معي أولادي الأثنين صغار لكي يذهبو إلي الحضانه ، وكان أمامي سيارة أمن فوقفت وقفلت علي الطريق ، لأن الضابط الموجود بالسيارة أراد أن يتحدث مع زميلة الواقف أمام الجامعة ، فحاولت أن أنبه أني أريد أن أدخل الجامعة ، فضغط علي كلاس السيارة مرة وإثنين وثلاث ولكنه تركني حتي إنتهي من الحديث مع زميلة ، وكان ملازم أول علي ما أتذكر ، ثم حضر إلي وقال ( إيه ياسيدي عايز إيه ، قلت له عندي شغل وعايزك تفتح الطريق علشان أدخل الجامعة ، قال لي واللي بعمله برده شغل ، فقلت له هو شغلك أنك تعطل الناس عن عملها ، فقال لي ده حقد ، فقلت له هي إتقلبت الأيه لما أستاذ في الجامعة يحقد علي ملازم أول ، ( وهذا كان كلام تلقائي وعفوي ) ، فما كان منه إلا الإعتداء علي ، فأخذت السيارة إلي أقرب مكان وكانت الحضانة ومنها إتصلت برئيس الجامعة وحكيت له اللي حصل ، فقال لي أن الوضع متأزم وأنا لا أستطيع عمل أي شئ )

المهم كتبت جواب شرحت فيه الوضع كامل وطبعته خمس نسخ ، وأرسلت واحد إلي رئيس الجامعة ، وواحد إلي عميد الكلية ، وواحد إلي وزير التربية والتعليم ،وواحد إلي وزير الداخلية ، والأخر إلي رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس

والجهه الوحيدة التي تحركت نادي أعضاء هيئة التدريس وعملو جمعية عمومية طارئة وقررو عمل إضراب عام بالجامعة ، والأمر بدأ في التصاعد ، وفي يوم وجدت عميد الكلية يتصل بي وقال لي أن المحافظ إتصل به وعنده إستعداد أنه يأتي ومعه الضابط إلي منزلي ليعتذر لي ، ولكن الأمر قد خرج من يدي ، لأني وعدت نادي هيئة التدريس أني سوف أثبت علي موقفي ، وتمت معي محاولات عدة ولكني وعدت ولن أخلي بوعدي ، وتم الإضراب وكان أنجح إضراب تم في هذه الفترة ، وأتذكر أن أكثر من عشرين ألف طالب في المدينة الجامعية أخذو بون التغذية وحرقوه فأصبح الأكل موجود لايعلمو أين يذهبو به ومن هنا بدأت المشاكل

، واللي صعد المشاكل أكثر ، جأت إلي الصحافة من مختلف الأطياف وكان من ضمنها جريدة الأهالي ، وعملت معي لقاء وكنا وقتها في الجامعة وكان الحال بدأ يهدء ، وقال لي الصحفي أن الأمن إنسحب من الجامعة هل تري دة بوادر خير ولا مناورة ؟

فقلت بطريقة تلقائية

نحن في بلد لا تحكمها أعراف ولا قوانين فصعب التنبؤ بما يحدث

وفي اليوم التالي للقاء وجدت العنوان الرئيسى بالخط العريض ، نحن في بلد لا تحكمها أعراف ولا قوانين ، هكذا يقول الأستاذ الدكتور كامل جابر ، تعقدت الأمور مرة أخري علاوة علي بعض المشاكل الأخري فوجدت نفسي في بؤرة الحدث ، والأمر متصاعد فقررت أن أخرج من البلد سنة أو سنتين حتي تهدئ الأمور ثم أعود مرة أخري ، ومن هنا كان قرار الرحيل

ولماذا النمسا بالذات ؟

في الحقيقة أنا بعد ما قررت إني أسافر فترة من الزمن راسلت جامعة في ألمانيا ، وبعد حوالي أسبوعين جاء لي الرد علي أني أتقدم بخطة بحث ، وفعلا تقدمت بأكثر من خطة ، وجاء لي الرد من الأستاذ بألمانيا بأن هذا البحث يُناسب أكثر أستاذ بمدينة لينز بالنمسا ، وأنه سوف يتحدث معه ، وبالفعل جاء لي خطاب من مدينة لينز بالموافقة علي منحة من منح الطلبة ولو أثبت وجودي سوف يتم تعيني أستاذ مساعد ، وكذلك سوف ينسق لي مع الشركات ,فلو أقنعت الأخرين سوف أحصل علي الوظيفة ، ومن ناحية أخري كان الجو العام في مصر بدأ في الهدوء ، وكنت متردد جدا في السفر لأني بدأت أتعود علي الوضع ، وبعد صراع أخذت القرار بالسفر ، وأتذكر أني لم أرسل أوراقي إلي النمسا ولكن أرسلها الأستاذ الألماني الذي راسلته في بادئ الأمر ، وكذلك حضرت القائمة بأعمال المركز الثقافي بالسفارة النمساوية إلي جامعة أسيوط لكي تتحدث معي ، لدرجة أن بعض الزملاء إعتقدو أنها صحفية أجنبية وقالو لي أنت بقيت مشهور ، المهم حصلت علي المنحة وحضرت إلي لينز ، وكان أول لقاء مع مصنع فيست ألبينا ( مصنع الحديد والصلب بلينز ) في الشهر الأول وربنا كرمني وعملت أول عقد وتم تعيني إستاذ مساعد بجامعة لينز ، وفي خلال الفترة دي أنا كنت مرتبط بمشروع مع هذا المصنع وعملي كأستاذ مساعد في الجامعة ، طبعا لا تسطيع أن تتكلم في أسرار المشروع لأن أي مصنع أو شركة تمولك ماديا يجب أن يكون مشروعك لها فقط أو علي الأقل لمدة خمس سنين ، لأن بعد خمس سنين يصبح البحث قديم ، وعلي هذا أصبحت أعمل ليل نهار ، بالنهار بعمل أبحاث للمصنع اللي تعاقدت معه لكي أحصل علي المال الازم لمستلزمات الحياة ، وبالليل بعمل أبحاث أنشرها للجامعة بصفتي أستاذ مساعد ، وبعد سنتين تقدمت ب 15 بحث منشورة كلها في المجلات العلمية العالمية ، اللي كان في تفكيري أنها منحة علمية أخلصها وأرجع تاني مصر

لم تحاول أن تقدم شئ لمصر خلال وجودك بالنمسا ؟

بالعكس أنا بعد شهرين من وجودي بالنمسا تحدثت مع الأستاذ بتاعي عن إمكانية إرسال أساتذة مصريين للمنحة بلينز ، فقال لي أن تجربته مع المصريين سيئة ولكن من الممكن أن نحي هذا الموضوع مرة أخري ، وبالفعل تم إرسال منحتين لجامعة أسيوط قسم الميكانيكا وحضر إلي لينز أستاذين وهما

الأستاذ / سعيد خليل

والأستاذ / سعيد أبو الليل

وحينما عدت إلي مصر قال لي بعض الزملاء أن الأستاذ النمساوي اللذي أرسل الخطاب بالمنحتين كان يقول فيك شعر وعرفت فيما بعد أن هذا أثر علي بالسالب

وشئ أخر حاولت عملة ولكنه فشل من ناحية مصر

كان يوجد أكثر من عشرين مشروع صناعي بجامعة لينز ، فطلبت من الأستاذ المسؤل أننا ممكن نعمل كورسات مكثفة من الناحية الأكادمية لأساتذة الجامعة المصرية بحيث يمكن تدريسها للطلبة وخصوصا أنه مسموح نشرها ، وذلك علي أن تكون عن طريق المنح أو التبادل العلمي ، وكان علي الجامعات المصرية بعض المستلزمات الرمزية والتي لم تسطيع الوفاء بها ولذلك فشل المشروع بعد موافقة جامعة لينز

أما بالنسبة للوقت الحالي إن شاء الله  لما الأمور تستقر بمصر سوف أتقدم بمشرع ، ولقد تحدثت مع رئيسي المباشر لأنه يوجد عندنا بالشركة التي أعمل بها خبرات في مجال السوفت وير من الممكن الإستفادة بها في مصر

ماهي العلاقة بين حضرتك والدكتور / ناجح إبراهيم ؟

في المدينة الجامعية كونت علاقات مع الجميع زي ما بيقولو كل ألوان الطيف وكان لي أصدقاء كثيرون منهم من أخذ إتجهات مختلفة عني مثل إتجاه التكفير والهجرة ، وكذلك كنت أعرف قيادات الجماعات الإسلامية وكانو ناس كلهم أفاضل سواء إتفقنا أو إختلفنا في الرأي ، بالنسبة للدكتور ناجح إبراهيم كان يسكن في الحجرة المجاورة لي في المدينة الجامعية ، وعلي ما أتذكر كنت أنا في حجرة 216 وهو حجرة 217 أو العكس ، طبعا جمعتنا ظروف كثيرة ، كان يدرس الطب وكان من المتفوقين أيضا

ما هي أسؤ الحظات التي مرت عليك ؟

حينما تقدمت بطلب للترقية بجامعة أسيوط بعد أربع سنوات من العمل وتقديم 15 بحث علمي نشرو علي مستوي العالم ، كان رئيس القسم بالجامعة حزب وطني ونتيجة المشاكل السياسية قبل ذلك ونتيجة أن أستاذي بالنمسا مدحني ، قال لو تم ترقيته من أو مرة سوف يتغر في نفسه ، مع العلم أن لجنة الترقية من ثلاث أساتذة ، واحد من جامعة الأسكندرية وواحد من جامعة القاهرة والثالث من جامعة أسيوط ، وفي الأحوال العادية يكون الأستاذ الموجود معك بنفس الجامعة هو المناصر لك ، ولكنه تم العكس أستاذ جامعة أسيوط كان هو الرافض لترقيتي والأثنين الأخرين موافقين وفي هذه الحالة أيضا يجب الأخذ بالأغلبية ، ولكن أستاذ جامعة أسيوط كان الأعلي صوتا ، في الوقت ده شعرت فعلا بالظلم والإستبداد وليس معايير الكفائة ، وكان قراري هوعدم العودة إلي مصر

واللحظة الأخري التي شعرت فيها بالمرارة والظلم هنا بمدينة جراتس ، حينما توليت العمل الشرفي لرئاسة الجالية الإسلامية بمدينة جراتس وإشتير مارك ، حاولت أن أخدم المسلمين في مجالا ت شتي ولكن أذناب النظام القديم شوه صورتي إعلاميا وصحفيا هنا وجعلوني أشر من أسامة بن لادن ، عن طريق صحفي نمساوي كتب عني ثلاث مقالات هاجمني فيها ، وإتهمني بالإرهاب ، وقال فيها إلي متي يظل دافع الضرائب يمول الإرهاب ، وكان يقصد المحاضرات الإسلامية التي تم الإتفاق علي إلقائها بجامعة جراتس وكانت ممولة من جهات حكومية نمساوية ، وكان علي أن أدافع عن نفسي وأنفي هذة التهمة ، وفيما بعد عرفت من هذا الصحفي الذي هاجمني أنه كان ضحية معلومات خاطئة عني من أتباع النظام القديم ، وأجري معي حوار لمحاولة تصحيح خطئة

ما هي أسعد اللحظات في حياتك ؟

بصراحة لحظة لا أستطيع وصفها ولا مدي سعادتي بها وهي إنهيار نظام بن علي وبعديه نظام مبارك

إلي أين أنت ذاهب ؟

أنا بطبيعتي وتلقائيتي بحب فعل الخير وخدمة المجتمع من حولي ، وفي نفس الوقت ماشي في عملي المهني ، وفي خدمة كل من يحتاج إلي

هل كنت تحلم أن تكون في هذه المكانة وفي هذا المكان ؟

أنا هحكي لك واقعة ظريفة فيها جواب سؤالك ، وأنا في تانية ثانوي كتبت علي سلاح التلميذ بتاعي

الدكتور المهندس / كامل جابر

وكان لي صديق أصغر مني بسنة أخذ مني هذا الكتاب لكي يذاكر فية ، ومع مرور الأيام وبعد ما حصلت علي الدكتوراه ، قابلت صديقي هذا فذكرني بما كتبته علي سلاح التلميذ ، ومازال يذكرني بما كتبت علي سلاح التلميذ في كل مرة نتقابل ، أما المكان فكنت دائما أتمني أن أكون في بلدي وسط أهلي وخصوصا بعد ما شعرت أني ممكن أقدم لهم شئ

لماذا بكيت ؟

أعتقد هو الحنين لمصر ، وبعدين لما بنزل مصر بحس إني هربت من الواقع ، كان في ناس كتير جدا محتاجة لي ، أنا عملت لهم إيه وإستفادو مني في إية ، وهذا الشئ يؤلمني جدا

ما هي علاقة حضرتك بمصر الأن ؟

لازالت علاقتي قوية علي المستوي الأسري ومستوي الأصدقاء

مازلت أذهب لجامعة أسيوط كل أجازة وأقضي هناك بعض الأيام

مازلت أتذكر أيام الشباب والمدينة الجامعية والقرية وكل أيامي الجميلة أيام الجامعة

بتعمل إيه هنا مش بلدك أولي بك وبعلمك ؟

سؤال ممكن يخليني أبكي تاني

أنا لما سافرت إلي أمريكا كان ممكن أعمل الدكتوراه في نصف المدة ، ولكني درست أكثر من مجال ، منها الرياضة والكمبيوتر والإحصاء فأصبحت لي خلفية عريضة ولا بأس بها ، حينما عدت إلي مصر درست 3 أعوام دراسية ، ونتيجة غضب رئيسي علي جعلني أدرس المواد الصعبة ، وهذه أيضا كانت ميزة لي نفعتني فيما بعد ، المهم كنت أدرس لكلية الزراعة ميكنة زراعية (شئ نظري) ، وكلية التربية ، كنت بشرح في وادي وهم في وادي أخر، لم أقم بتدريس ما تعلمته ولم يستفيدو مما تحصلت علية ،( فشعرت أني مركون علي الرف ) وأنا أصلا رجعت من أمريكا لاني شعرت أني تعلمت شئ وكنت أريد أن أعلمه لطلابي ، كنت أشعر أن بلدي محتاجة لي ولعلمي ، ممكن تسميها مثالية أو أي شئ أخر لكن هذا كان شعوري ، فوجدت شئ أخر فكان لابد أن أذهب لمن يقدرو العلم

من هُم أهم الشخصيات التي أثرت في حياتك ؟

أستاذي في الماجستير ــ كان راجل عِلمي وكان من طبقة راقية ، وكل ما أحتاجة كان دئما موجود ويساعدني ، وكان متواضع غير الأستاذة الأخرين اللي كانت أهدفهم مالية بحتة ، أثر جدا في حياتي ومازلت علي علاقة به

وأستاذي في سنة خمسة وسادسة إبتدائي كان مدرس الرياضة وأنا كنت بحب الرياضة وكان هذا الأستاذ يعتبرني مثل إبنه ، وعلي ما أتذكر إسمه الأستاذ / حسن حسين موسي ، الله يرحمه ويغفر لنا وليه

ماذا تقول عن الثورة المصرية ؟

هي عناية وصناعة إلاهية

ظاهرة الثورة المصرية خارج النواميس الطبيعية

الثورة كانت نتيجة ظلم مركب من نظام فاسد مُفسد

نتيجة دعوات المظلومين وأهاليهم علي مر عقود من الزمن

ما كان أحد يتوقع أن الشعب المصري المسالم يثور بهذة الطريقة ، و جهاز الأمن المجهز بالعدة والعتاد ينهار بهذي السرعة ؟، إنها كما قلت عناية إلاهية

لو جبت كاتب أو روائي وقلت له أكتب لنا قصة خيالية عن ثورة مش ممكن يقدر يتخيل الثورة المصرية ، ولو جبت مخرج يخرج الثورة دي برده مش هيعرف

ماهو رأيك في المجلس العسكري ؟

ظاهر الامر أن المجلس العسكري يريد إعادة النظام القديم في صورة جديدة ، ولكن يجب أن لانشك في ذكاء الشعب المصري ، ومع هذا فإن المجلس العسكري الهيئة الوحيدة المتماسكة والقوية بمصر ، يجب علينا إحترامها وتقديرها وتقديم لها الدعم والعون لأنها لو إنهارت فسوف تنهار مصر بالكامل وهذا لا يعني أن نختلف معها أونتفق

لو حبت تصرخ في وجه أحد ! مين وتقوله إيه ؟

أصرخ في وجه السلمي وأعوانه ، بعد نحاج الثورة عاوزين تحكمو فينا العسكر ، وأقولهم إتقو الله سيبو مصر ترقي وترتقي وتشق طريقها بين الأمم

لو حبيت تطبطب علي حد وتخده في حضنك يطلع مين وليه ؟

شباب الثورة اللي صرخو في وش الظلم وضحو بأرواحهم وشفناهم واقفين أمام الموت بصدر رحب علشان خاطر بلدهم تتحرر من الطغاه الظالمين

نفسك في إيه ؟

نفسي في مصر تعود لدورها الرائد والعظيم بالمنطقة

ما هو وضع حضرتك العملي الأن ؟

مدير مشروعات لتطوير المحركات

ليس لشركة معينة ولكن لشركات كثيرة علي مستوي العالم علي سبيل المثال

إشتغلت فى مشاريع لليابان لشركة تيوتا ، والمانيا لشركة مرسيدس ،وإطاليا لشركة فيات ، وكوريا لدافو وخلافة

وهي عبارة عن حسابات أنتقال الحرارة وتطوير المحركات وعملية الإحتكاك والعادم

تصريح بحق النشر لشبكة لينز عرب ؟

بالتأكيد

السؤال الأخير

ماذا قدمت للجالية الإسلامية أثناء تولي حضرتك رئاسة الجالية الإسلامية بمدينة جراتس وإشتير مارك ؟

في الحقيقة دي كانت وظيفة شرفية توليتها منذ 2001 إلي يوليو 2011 ، وكانت هي الهيئة الرسمية الممثلة للمسلمين

في بداية تولي الرئاسة حصلت أحداث سبتمر ، وكنا كمسلمين متهمين ديما وكان فية بعض الأحداث العنصرية في بعض المدارس وبين جيران المسلمين من النمساويين ، وأتذكر جيدا أن طفل في مدرسة إبتدائي من كثرة إحساسة بالعنصرية كتب أن مثلة الأعلي أسامة بن لادن ، ومدير المدرسة صعد الأمر وذهبنا إليه وتحدثنا معه ، وكذلك مع بعض العائلات النمساوية

  • حدث أيضا موضوع الاجئين من العراق وأفغانستان فوقفنا معهم وساعدناهم سواء كان ذلك ماديا أو معنويا
  •  كذلك المساجين من المسلين كنا نذهب إليهم لزيارتهم ومساعدهم
  •  وفي سنة 2003 كانت جراتس المدينة الثقافية وإشتركنا بالعديد من الفاعليات ودعينا فيها يوسف إسلام
  •  أما بالنسبة لمقابر المسلمين

فكانت الكنيسة الكاثوليكية أعطت المسلمين قطعة أرض لدفن موتاهم ، وبعد فترة قالت عليكم أن تبحثو عن مكان أخر لأنه يوجد بهذة المقابر دفني من النازيين وأنتم لاتحبو دفن موتاكم معهم ، وعليه قمنا بالإتصال بالمحافظة وبمجلس المدينة وبعد عدة محاولات وإتصالات أخذنا 900 متر ، وأقنعت مجلس المدينة أنه من الممكن أن يكون هذا المشروع إستثماري للمدينة ، بحيث يدفع المسلمين متوسط ما يتم دفعة في المقابر الأخري فوافقو علي هذا الإقتراح ، وتم تصميم المشروع علي 3 حقول كل حقل 250 مقبرة ومبني به مغسلة وصالة للإستقبال والصلاه وثلاجة تسع لأربع جثث في حالة حدوث حادثة لا قدرالله ، تكلفت هذة المقبرة في حدود 400000 يورو دفعتها المدينة بالكامل

  •  وعلي المستوي الثقافي

فقد تم الإتفاق مع جامعة جراتس علي عمل محاضرات إسلامية وكانت عبارة عن سلسلة محاضرات وإستمرت ثلاث سنوات وكان المشارك لنا من جانب الجامعة عميد كلية الحقوق ورئيس جمعية حقوق الإنسان ، ولدعم هذة المحاضرات

 

تكلمت مع المحافظة وبعض الأحزاب ومجلس المدينة وجهات أخري ، وقد تكلفت هذة المحاضرات علي مدار الثلاث سنوات من 20000 إلي 25000 يورو ، وبعد إنتهاء المحاضرات أقترح عميد كلية الحقوق علي أن نجمع هذة المحاضرات في كتاب بدلا من أن تنسي ، وبالفعل تم جمع جميع المحاضرات في كتاب بالغتين الألمانية والإنجليزية وهو موجود عندي

( هذا وقد أهدي لنا الدكتور / كامل هذا الكتاب ونحن علي إستعداد لإعارته لمن يشاء )

وبهذا يكون قد أنتهي حوارنا

مع الدكتور/ كامل

ولايسعنا إلا أن نتقدم بخالص الشكر وفائق الأحترام والتقدير لشخصه الكريم علي تعاونه معنا

راجين المولي عز وجل أن يوفقه إلي ما تصبو إلية نفسة

ولقراء شبكة لينز عرب

لكم منا كل الحب والتقدير ونتمني أن نكون قد وفقنا فيما قدمنا

وإلي لقاء أخر إن شاء الله وقدر لنا اللقاء

حوار / السيد علي