Linz-arab.com

الصفحه الرئسيه اضغط هنا

 

 

نحن المصريون الفراعنة ولنا أن نفخر بذلك

بقلم /الدكتور حمدى مصطفى

مدينه لينز-النمسا

كان منذ عامين وبالتحديد أواخر يناير 2008 وكان فريقنا القومى لكرة القدم يخوض مباريات كأس الأمم الأفريقية فى غانا فى ملحمة رائعة وتفوق باهر أزهل به الأعداء قبل الأصدقاء وفى صدد هذا الحدث ترددت كلمة "الفراعنة " كأسم لفريقنا القومى وأتذكر يكاد يكون فى كل المنتديات قد تكرر هذا السؤال من الاخوة العرب ألا وهو :

لماذا تصرون على تسمية فريقكم " بالفراعنة " وهم الملعونون فى القرأن الكريم وأول الداخلون فى جهنم ؟

وفى الحقيقة كانت معظم الردود على هذا السؤال غير مقنعة إلا رد واحد لفت نظرى فى الحال سواء بالطريقة اللغوية أو التحليلية التى أستخدمت فى سرد هذا الرد وشعرت فى الحال أن الشخص الذى كتب هذه الكلمات لابد أن يكون على درجة عالية من العلم والتخصص فكريا وتحليليا كما أنه على دراية فى علوم المصريات ,التاريخ ,الفلسفة , اللغات , والدين بالأضافة إلى ذلك وهو الأهم شعرت أنه من الدرجة الأولى مصرى يحب بلده ويتمسك بإنتمائه لهذا البلد العظيم

وعلى ذلك أرسلت له رسالة الكترونية أشكره على ما كتب وكان رده على رسالتى ما هو إلا عملا عظيم ووثيقة تاريخية أو بحث علمى على درجة عالية من أحدث الطرق التحليلية بالنسبة لى أعتبرها رسالة ليس فقط لكل مصرى أو عربى ولكن لكل الأنسانية

لقد أستطاع هذا العالم والمفكر الجليل الذى يعطى نفسه أسما وهميا وهو " هانى شاكر " أن يستحوذ على كل مشاعرى وأن يرد ذاكرتى لأننا " على حد قوله " شعب فاقد الذاكرة بالاضافة إلى ذلك وجدت الأجابة على أسئلة كثيرة لطالما كانت تدور فى خاطرى وكانت تمثل بالنسبة لى حالة إنفصام فى الشخصية أى بمعنى نوع من التضارب والتخبط بين إيمانى بالله ورسوله كدين الحق وبين حبى لبلدى ومصريتى... ,إنى لأكن له كل تقدير وإحترام .لقد أرسلت له أكثر من رسالة الكترونية منذ هذا الوقت راجيا إياه أن يسمح لى أن أنشر عمله التاريخى فى صحيفتنا الإلكترونية ولكن للأسف لم يصلنى أى رد كم أوودت أن أتعرف عليه شخصيا... وإنى لأرى هذه الأيام وقد أعاد التاريخ نفسه وأستطاع فريقنا القومى لكرة القدم بقيادة المعلم " حسن شحاته " أن يسجل عملا رياضيا فذا لم يصل اليه أى فريق قومى على مستوى القارة الأفريقية أو حتى عالميا (لا أتذكر أن فريق قومى على مستوى القارات الأوروبية , الأسيوية أو جنوب أمريكية أن فاز بالكأس ثلاث مرات متتالية ) ومرة آخرى يظهر على الساحة نفس السؤال من الأخوة العرب الآن :لماذا نحن متمسكون بلقب" الفراعنة "لفريقنا القومى ؟؟ ما أحوج بنا بالأجابة على هذا السؤال , فدعونى معكم ( بعد أستأذان الأستاذ هانى شاكر ) أن نستمتع ونتلذذ بالرد

الجزء الاول

أخى الكريم ...... أ/مصطفى حمدى

لقد تلقيت رسالتك الكريمة عبر بريدى الإلكترونى .... وشعرت بمنتهى السعادة لكونك أبديت إهتماماً بما دونته فى " العربية نت" بمناسبة الفوز التاريخى لفريقنا القومى على الكوت دى فوار ..... وفى الحقيقة لا ينحصر الأمر فى الفوز فى مباراة من عدمه !! فهذا أمر عادى  (نفوز أو نخسر مباراة ...فهذا  أمر رياضى عادى) .....

 لكن الأمر يتركز فى إيقاظ روح الوطنية فى عروق هذا الشعب المصرى "الفاقد الذاكرة" ..... نعم إنه شعب "فاقد الذاكرة" لا يعلم عن حقيقة أمره شيئاً !!! سوى خزعبلات وأوهام وأكاذيب مضللة عرفناها  من المدارس والجامعات والكتب والقنوات الفضائية ومواقع الإنترنت المختلفة ........

قالوا لنا أنتم شعب "فرعونى" جبار تفرقكم عصا ... وتجمعكم طبلة !! ... قالوا لنا أن "الفراعنة" كانوا كفارا يعبدون الأصنام وألاف الآلهة !! ...... قالوا لنا أننا شعب منافق مثل أجدادنا الفراعنة الذين كانوا يعضون اليد التى تمتد لهم بالحسنة ... فنرى الملك الفرعونى الجديد يقوم بمسح أثار الملك الفرعونى القديم ... !!! ..... قالوا لنا أن المصريين "أوسخ" ناس على وجه الأرض لأنهم كل يوم يغيرون دينهم!! ..... وقالوا لنا أنتم شعب الفول والطعمية والكشرى ....... وقالوا ....... وقالوا ....... وقالوا ....... حتى اليوم تقرأ فى النت من يقول "لماذا أنتم مصرون على لقب " الفراعنة" وهم أول الداخلون جهنم بنص القرأن !!! ........ وقالوا أيضاً بالطبع ليس هؤلاء المصريين المعاصرين هم من صنع هذه الأثار الباهرة .... ليسوا المصريين بالطبع.. أنما نحن الذين صنعنا ذلك !!.... أنظر كم نحن متقدمين !! بينما هؤلاء المصريين فى قمة التخلف !!! ..... وظهر من يقول نحن الذين بنينا الأهرامات وليس هؤلاء المصريين المتخلفين ....و ظهر من يقول نحن أهل "التوحيد" منذ زمن بعيد ... وليسوا هؤلاء المصريين المتخلفين الكفار منذ زمن بعيد ....

قالوا .......... وقالوا ........... وقالوا ........... وقالوا..........

فما هى الحقيقة إذن .... حتى "نرتاح" !!

هل نحن المصريين فعلاً بمثل هذا السوء ؟ ..... هل نحن المصريين فعلاً أوسخ الناس كما يقولون شرقاً وغرباً؟ .... هل نحن فعلاً بلداً بلا هوية ........

والخلاصة التى تهمنا كلنا

هل هناك أمل فينا ؟ ... هل من الممكن أن نكون مثل أمريكا أو اليابان أو أوروبا ..... يوماً ما ؟

لقد كان هذا السؤال يراودنى كثيراً وأنا طفل صغير ...عندما كنت أرى بعض السائحين يقومون بإلتقاط صوراً لتلال الزبالة والقاذورات فى شوارعنا وهم يتمصمصون شفاهههم ويتندرون منا ساخرين !! وهم بالطبع يتسائلون ... هل هؤلاء المصريون "الأوساخ" هم بالفعل من بنى هذه الحضارة العظيمة؟ .. والتى تركنا أوروبا وأمريكا وجئنا هنا لكى نراها عن قرب ... فإذا بنا نرى قاذورات وأوساخ .. وماشابه ذلك !!! ......

هل نحن "المصريون" فعلاً بمثل هذا السوء ؟

 

الإجابة : لا ....... ولا ...... ولا ......... و1000 لا  ......... نحن شعب عبقرى مبدع فنان !! ... نعم أقولها بالفم المليان ..نحن شعب عبقرى و مبدع و فنان !! ......

وكل مافى الأمر هو ....

 أننا شأن أى عبقرى أو مبدع أو فنان ..... يصاب بالإكتئاب والحزن والقهر و الإحباط عندما يجد نفسه فى وسط لا يجعله يبدع فيه .... فى وسط لا يجعله يُفَعِلُ عبقريته وإبداعه ولا فنه .... هل تعتقد أخى الكريم أن الشعب المصرى فرح هذه الفرحة العظيمة لمجرد الفوز فى هذه المباراة ؟؟!! ..... لا وألف لا ..... الفرحة ليست فى الفوز فى المباراة على الكوت دى فوار ... والدليل على ذلك هو أننا فى العام السابق له فزنا على هذه الكوت دى فوارمرتان .... ولم نفرح مثل هذه الفرحة !!..... ففى هذه المرة بالذات ... تأكد الشعب المصرى أنه قادر على فعل المستحيل وأنه هناك أمل ..... قادرعلى الإبداع وأنه هناك طموح .... قادر على تحدى الصعاب وأن هناك مستقبل  .... وعندما وفقنا الله عز وجل فى هذه المباراة .....

كانت الفرحة طاغية ...

فنحن المصريون قادرون على فعل المستحيل ..... قادرون على التحدى .... قادرون على الإبداع ... قادرون على التقدم

وفى أى مجال ....

لذلك

فأنا أخى الكريم مصرى حتى النخاع .... وكنت واثقاً من ذلك الفوز .... فإنتهزت الفرصة لكى أوقظ هذا الشعور لدى المصريين ... لكى يعرفوا تاريخ بلادهم على حقيقته  ..... وهذا بداية المشوار ..... وحتى نبنى بنائاً سليماً .... فلا بد أن تكون القواعد سليمة .......

لذا كان لزاماً علينا معرفة تاريخنا معرفة سليمة بلا تشوهات ...

 

الجزء الثانى

الجزء الثالث

الجزء الاخير