Linz-arab.com

الصفحه الرئسيه اضغط هنا

 

 

الجزء الاخير

.سؤال 2 : بعد كل ما سبق ذِكره عن "التوحيد" فى مصر القديمة ... فقد نندهش جداً عندما نقرأ فى "كتب التاريخ" ... أو عندما نشاهد أعمال أدبية قصصية على شاشات التليفزيون والسينما والمسرح أو على مواقع الإنترنت المختلفة ... وكذا فى مناهجنا التعليمية ... تتحدث عن شخصيات عديدة فى التاريخ المصرى القديم ... تُوصَف بلفظ "الإله" ... فهناك مثلاً :- الإله رع ... والإله آمون ... والإله تحوتى ... والإله أوزوريس ... والإله حورس ... الإله بتاح ... ألخ ... ألخ ...وهنا يثور سؤال هام ... فكيف يستقيم هذا "التعدد" الواضح فى "الألهة" ...  مع القول بالوحدانية و"الإله الواحد" !!! ؟؟؟ ..... الإجابة : لشرح هذه القضية التى تبدو شائكة مُعقدة ... يجب- بادئ ذى بدء – إيضاح هذا الأمر الهام : من البديهى أن لفظ "إله" – الذى نَصِفُ به فى كُتُبنا الحالية تلك "الشخصيات" مثل "بتاح" و "رع" و "آمون" ... ألخ - ....... هو لفظ يستخدم فى اللغة "العربية" ... ونفس الشئ بالنسبة للفظ "God" فى الإنجليزية الذى يعنى أيضاً :( الله/إله) .. وكذلك بالنسبة للفظ "Dieu" فى الفرنسية ... و"Gott" فى الألمانية ..... س : فهل كان المصريون القدماء يستخدمون "لفظاً أخر" للتعبيرعن هذه الشخصيات ؟؟ ج : نعم ... وهو لفظ " نيثر" !!.... فكانوا يقولون "النيثر رع" .. "النيثر آمون" .. "النيثر تحوتى" .. "النيثر حورس" ألخ..ألخ فما هو معنى كلمة "نيثر" ... هل هى تعنى معنى "الله/إله" كما ترجمها العلماء الأجانب ... أم أنها تعنى معنى أخر تماماً ؟؟ إذا فهمنا معنى هذا اللفظ  ... إنحلت المشكلة كلها تماماً .... أما إحتمال أن يكون العلماء فى العصور الحديثة قد ترجموا لفظ "نيثر" ترجمة "خاطئة" .... بلفظ "God" كما فى الإنجليزية أو لفظ "Dieu" كما فى الفرنسية ...ثم قمنا نحن بترجمة ترجمتهم إلى "إله" .... فهذا كله خطأنا ... وخطأ العالم الحديث ....وليس خطأ أو ذنب أولئك "المصريين القدماء" .... أصحاب العقيدة "التوحيدية" الخالصة ... ومنعاً للإطالة لفظ "نيتر" معناه "ملاك" وليس "إله" !!! كيف حدث هذا الخلط !!؟؟ بعد إنتهاء العصور الفرعونية ... إندثر آخِر مٌعتنقى "الديانة المصرية" ... فلم يعُد هنالك من أصحاب تلك "العقيدة" مَن يمكنه أن يحدثنا عنها ، ويوضح لنا مدلول مصطلحاتها وآلفاظها الدينية .. ألخ .... كما أُضيف إلى ذلك إندِثار حروف الكتابة "الهيروغليفية" .. – وذلك بإستبدال الإغريق لها رسمياً بـ "حروفهم اليونانية" ، ثم تغييرها بعد ذلك إلى "الحروف العربية" - .. وبعد ذلك ضاع مفتاح "الهيروغليفية" تماماً !! ... ولم يعد هناك من يعرف أسرارها   وفك طلاسمها ... فحتى ماكان قد كتبه أصحاب تلك "الديانة المصرية" لشرح عقيدتهم ، تلك الكتابات كلها ، لم يعُد بمقدور أحد أن يقرأها ... ثم كانت الضربة القاضية ... بإستبدال "لغة المصريين" ذاتها .... وبذلك إنقطعت وضاعت الصلة تماماً بالحضارة المصرية بأكملها ... ديانةً ... وفلسفةً .... وفكراً ... وكتابةً ... ولغةً .....!!! وظل الأمر هكذا ... مايقرب من ألفَى عام .... إلى أن شاء الله – عز وجل- أن يكتشف الفرنسيون "حجر رشيد" ... ثم ما أعقبه من فَكّ "شمبليون" لرموز الكتابة "الهيروغليفية" .. وبذلك تمكن العلماء من قراءة النصوص العتيقة المكتوبة باللغة المصرية القديمة مرة أخرى ..... ***** وهنا ... وقف العلماء الأجانب من الرواد الأوائل فى حيرة أمام العديد من الألفاظ والمصطلحات ... وخاصّةً ، ما يتعلق بصميم العقائد المصرية القديمة ... وما يرتبط بها من معان دينية وميتافيزيقية .. فإجتهد كلّ منهم فى محاولة "ترجمة" تلك الألفاظ قدر إستطاعته ، وبقدر ماأمكنه تصوُّره للمعنى المقصود من وراء هذا المصطلح أو ذاك ... وبذلك كانت الترجمة فى كثير من الأحوال ... "تقريبية" ، "تخمينية" ......!!! وخاصة هذا المصطلح الدينى " نيثر" ... فقد وقف العلماء أمامه طويلاً ، وكثرت إجتهاداتهم فى محاولة تفسيره على مدى سنوات طويلة ... دون أن يصلوا إلى قرار واضح و قاطِع لترجمته ...... !!! وفى هذا يقول عالم الأثار المصرية البريطانى /والس بدﭿ :( ولقد نوقِشَت كلمة "نيثر" بشكل موسَّع بين عديد من علماء المصريات ... ولكن ، "لم يتطابق" ماتوصلوا إليه من مغزاها أبداً ... وكان لفظاً غامضاً مُحيراً صعباً للجميع) هذا ، بينما راح عُلماء آخرون ... يقارنون هذا "اللفظ" بألفاظ شبيهة له فى النطق فى اللغة القبطية أو اللاتينية أو الإغريقية .. ألخ .... دوامة كانت .. ومتاهة كُبرى !!! ثم لأنه فى النهاية كان لابد من الوصول إلى قرار، وكان لامفر من إيجاد "ترجمة" !!! ... لذا ، أخذوا برأى البعض مِمن غامَربالقول بإحتمال أن هذا اللفظ "نيثر" قد يعنى : "إله" !!! ... هكذا بكل تسرع وإستهتار  وعدم مبالاه !!!... و إمتلأت كل كُتُب "التاريخ الفرعونى" فى الإنجليزية بلفظ "God" كلقب لكل تلك الشخصيات الفرعونية المقدسة مثل     (آمون – رع – فتاح – ألخ) ... وبالمثل فى الفرنسية والألمانية ... وبالمثل أيضاً فى الكُتُب العربّية أصبحت الترجمة " إله" !!! وهكذا ... كُتُب تنقل عن كُتًب ... وماتكرَّر تقَرَّر ... فأصبحت هذه "الترجمة الخاطئة" كأنها حقيقة وواقع وقضية مُسَلْم بها !!! ويقرأ القارئون صفحات التاريخ المصرى القديم ← فتصطدم مشاعرهم بما يُطالِعون من أسماء عشرات ومئات (الألهة !!!) فهذا ... الإله فتاح ... وهذا الإله رع ... وذاك ... الإله آمون ... وهذا ... الإله أوزيريس ... وذاك ... الإله تحوتى ... والإله حورس .. ألخ ألخ... وكان من الطبيعى أن ينفر الناس ويسخرون من "المصريين القدماء" بسبب هذا "التعدُّد فى الآلهة" ، وهذا "الشرك" الواضح الفاضح .. وكان من الطبيعى أيضاً ... أن يَصِمَ الناس أولئك "المصريين القدماء" بوصمة الكُفر والإلحاد والشِرك بالله .....وهم من كلّ ذلك براء ..... فالمشكلة فى الأصل بدأت بخطأ فى "الترجمة" ... أدى إلى كًلّ هذا الخلط والتخليط .. مجرد "خطأ" صغير ... نحن الذين صنعناه ثم رددناه ... ثم صدقناه ... فبات حقيقة وثبت ورسخ فى الأذهان ... فظلمنا به هؤلاء "القدماء الأتقياء" إفتراءاً وإجتراءاً وظلماً. (خطأ ترجمة) ولكنه كان خطأً فادحاً ... وقاتلاً هدَم سمعة "عقيدة" بأكملها وشوَّه صورة "أمه" – بل وحضارة – بأكملها. كُلّ ذلك بـ "خطأ واحِد" ... فى ترجمة "لفظ واحد" ... !!! ولكنه من أهم الألفاظ فى القاموس الدينى المصرى القديم ذلكم هو ... لفظ "نيثر" .... أو "نيثرو" فى صورة الجمع ولعل مما ساعد على حدوث هذا "الخطأ" – أو "الخطيئة" - .. صعوبة "اللغة المصرية القديمة" بالنسبة لأولئك العُلماء آنذاك بل ... ومازالت هذه "اللغة" لم تُكتشَف بَعْد جميع غوامضها وخفاياها حتى الأن - ... فهذا أكبر جهابذة عُلماء "اللغة المصرية" وقواعدها ، العالم البريطانى/ "جاردنر" فى كتابه "مصر الفرعونية" صـ 134 ... يعترف بذلك فيقول: (إن معلوماتنا لاتزال غير مستوفاة فى "اللغة المصرية" ...) كما يذكر العالِم الأمريكى / "ﮀيمس هنرى بريستد" فى كتابه "فجر الضمير" صـ 24:( والحقيقة أن معرفتنا بهذه "اللغة المصرية" ونُظُم كتابتها .. لاتزال بعيدة عن حَدّ الكمال .. )كما يَذكُر عَالِم الآثَار المصرية "والس بيدﭾ" ... ويعترف بـالأتى :( إن أىّ شخص أمين يعمل فى مجال المصريات ... لا يمكنه إلا أن يعترف بأنّه حتى وقتنا الحاضر لاتزال توجَد سطورغير واضحة فى بعض النصوص المصرية ... وأن هنالك الكثير من الإشارات الهامة ، لا نعرف معناها الحقيقى ... ) كما يذكر عَالِم الآثار المصرية "شاباس" .. الذى أعلن إعترافه بعجزه عن ترجمة إحدى الفقرات من "كتاب الموتى" ، فكتب يقول :( وهذه الفقرة تُعتَبر قديمة جداً ... وغامضة وخفية جداً ... ومن الصعب جدّاً فهمها ...)كما يَعْتَرِف عالم الأثار الفرنسى "فرانسوا دوماس" :( إننا لا نستطيع مثلاً أن نعرف بدقة معنى اللفظ المصرى "فراغ لانهائى" ، الذى يترجمه المرء فى غالب الأحيان بلفظ "آبدية" ... وليس من المؤكد على آية حال , أن يكون له هذا المعنى ...)  ***** ولكن ... مع تقدُم الكشوف الأثرية ، وتقدم البحوث والدراسات فى "اللغة المصرية القديمة" يوماً بعد يوم ... ظهرَت الحاجة إلى إعادة النظر فى كثير مما سبَق ترجمته من نصوص ... !!!وخاصة بالنسبة لهذا اللفظ الخطير ...... "نيثر" !!! وكان هناك فريق من العلماء لم يتورط بالتسرُع فى إلقاء "التخمينات" جُزافاً ... ولم يتحرَّجوا من إعلان عجزهم عن الفَهْم ... ومنهم عالم المصريات / "والس بيدﭾ" ... الذى أعلَن فى صِدْق وأمانة العُلماء : ( أما كلمة " نيثرو" – التى كانت عادةً تُتَرجَم : gods)/آلهة) - ... فيجب أن تُتَرجَم بكلمة أخرَى ... ولكن ، ماهى تلك "الكلمة" التى يجب أن تترجم بها ؟؟ ... هذا ما لا أستطيع قوله !! ... حيث أن المعنى الدقيق المضبوط  لكلمة "نيثر" .. مفقود تماماً ) !!! كما يذكر عالم المصريات / "رينوف" فى كتابه La Mytholoie Egyptienne . t. p.215"" ....... :- ( وأعتقد أن الكلمة "نيثر" ، قديمة جدّاً جدّاً ... وأن إدراك معناها الأصلى الأوّل ، غامض وغير معروف ...) ............ مصر بلد الإيمان .... *** وهل تعلم أيضاً أن سيد الخلق أجمعين "محمد" صلى الله عليه وسلم قال : - (ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لهم  "ذمة" و"رحماً") وقال أيضاً عليه أفضل الصلاة والسلام : - ( إذا فتح الله عليكم مصر فأتخذو فيها جنداً كثيفاً فذلك الجند خير أجناد الأرض " ... فقال له أبو بكر رضى الله عنه : ولم (ذلك) يارسول الله ؟ فقال : " لأنهم وأزواجهم فى "رباط" إلى يوم القيامة ) وقال أيضاً عليه أفضل الصلاة والسلام : -" النيل وسيحان وجيحان والفرات من أنهار الجنة " .... وقال أيضاً عليه أفضل الصلاة والسلام قاصداً أهل مصر : -" ماكادهم أحد إلا كفاهم الله مئونته " ... وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما :...." أهل مصر أكرم الأعاجم كلها ، وأسمحهم يداً ، وأفضلهم عنصراً ، وأقربهم رحما بالعرب ، وبقريش خاصة "

وهل تعلم أن الكندى قال فى حق مصر : "جبلها مقدس ونيلها مبارك وبها الوادى المقدس طوى وبها ألقى موسى عصاه وبها فلق الله البحر لموسى ، وبها ولد موسى وهارون عليهما السلام ويوشع بن نون ودانيال وأرميا ولقمان و بها عاش نبى الله  يوسف ويعقوب عليهم السلام أجمعين."....وهل تعلم أنه دخلها وأقام فيها من الصحابة : الزبير ابن العوام ، والمقداد بن الأسود ، وعبادة بن الصامت ، وأبو الدرداء ، وفضالة ابن عبيد ، وعمرو بن العاص ، وعمر بن علقمة ، وشرحبيل بن حسنة ، وسعد بن أبى وقاص ، وعبد الله أبن عمرو بن العاص ، وخارجة بن حذافة ، ومحمد بن مسلمة ، وأبو رافع ، ومسلمة بن مخلد ، ونافع بن مالك ، ومعاوية بن حديج , وعمار بن ياسر , وخالد بن الوليد ......... وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين ........  إلى الأمام يا "فراعنة" ... ولا تفقدوا ذاكرتكم مرة أخرى ..... لا تفقدوا ذاكرتكم مرة أخرى ...... لا تفقدوا ذاكرتكم مرة أخرى ....... لا تفقدوا ذاكرتكم مرة أخرى ...... (لأن الماضى وليد الحاضر لبناء المستقبل) .......

الجزء الاول

الجزء الثانى

الجزء الثالث